بين سامي وماجد "تكريم" مسك الختام

عندما ينتهي نجم كرة القدم من ممارسة الكرة بعد أن يصل به العمر إجبارياً إلى محطة التوقف يأتي حفل الاعتزال بمثابة "مسك الختام" للمسيرة الطويلة التي قضاها مع المستديرة الصغيرة، بل انه يكون بمثابة التقدير الرسمي والجماهيري لمدى عطاء اللاعب وشهرته ورد جزء من سنوات جهده وعرقه الذي لم يبخل بهما سواء لمنتخب بلاده أو لناديه، حيث يغيب الليالي الطوال عن أسرته وأهل بيته وأحياناً عن وطنه في سبيل تشريفه والرفع من شأنه.
وفي الكرة السعودية التي أنجبت العشرات من اللاعبين الأفذاذ المهرة والذين قرنوا الموهبة الالهية بالأخلاق العالية، وانتشرت هذه النجوم المتلألئة في كل الأندية وخصوصاً الكبيرة منها وفي جميع الخطوط، ولكن يبرز بشكل كبير اسما النجمين اللامعين والأسطوريين الفذين ماجد عبدالله وسامي الجابر بشكل أكبر نظير المهارات الكبيرة التي يمتلكانها اضافة إلى السمات الشخصية الاخرى والتي جعلت منهما الأقرب للجماهير السعودية والحدث هنا ليس للخوض في مسألة التفضيل والتي مرت بمراحل عديدة بين الافراط والتفريط وفقدت في أغلبها المصداقية والمنطقية.

بل إنه يتعلق في مسألة التكريم التي غيبت عن الاول وحظي بها الثاني، ورغم ان "جلاد الحراس" قد اعتزل الكرة في عام 98م أي قبل عقد من الزمان بعد أن قضى احدى وعشرين سنة في المستطيلات الخضراء حقق فيها أرقاماً قياسية خصوصاً على مستوى الأهداف المسجلة وهو بحق "أخطر من دخل خط الثمانية عشرة في تاريخ الكرة السعودية بلغة الأرقام التي لا تقبل التشكيك والتأويل"، الا انه ورغم ذلك لم يحظ بفرصة التكريم بحفل اعتزال يليق بتاريخه الطويل المليء بالمنجزات والذهب والسيرة العطرة بعد أن أخذ هذا الموضوع منحى طويلا بين الشدّ والجذب فبعد إقرار تاريخ 99/9/9مرّت "التسعات" دون أن يجد الجوهرة العربية من يتبنى هذا الحفل مما جعل البعض ممن يدعي حباً في النجم الكبير وهو عاشق "للفلاشات" ينبري في أكثر من مناسبة له استدراراً لعاطفة الجماهير التي تكن لنجمها المحبوب كل التقدير حتى انكشفت "المسرحية".

في حين أن النجم الهلالي وجد العكس تماماً من إدارة ناديه واعضاء شرفه المؤثرين فهو قد اعتزل اللعب رسمياً في تاريخ 2007/8/24م وأقر حفل اعتزاله بعد أيام قلائل في تاريخ 2008/1/21م أي بعد أربعة أشهر وسبعة وعشرين يوماً وبحضور فريق مانشستر يونايتد العالمي والعريق بكامل نجومه.

وهي خطوة لن يستطيع سامي لوحده تحقيقها لولا وقفة عضوي الشرف الفاعلين الأميرين عبدالله بن مساعد وعبدالرحمن بن مساعد ولزيادة حرصهما على نجاح الحفل وأن يخرج بالصورة التي تليق بالنجم الأسطوري تم تكليف الخبير عادل البطي برئاسة اللجنة ووضع الخطوط الاساسية لاقامة الاحتفال. ويا ليت شعري كم كنت أتمنى أن يجد الأسطورة الصفراء ماجد عبدالله نفس ما وجده سامي الجابر من تقدير "عملي" يكون مسك ختام لمسيرة إمتدت لعقدين من الزمان.